اثبتت الادارة الامريكية برئاسة باراك اوباما يوم امس " الاثنين " عدم وجود وجبات مجانية في واشنطن وتركت نتنياهو على مدى ايام طويلة ينتظر الموافقة على عقد اجتماع مع سيد البيت الابيض لكن الموافقة لم تأت الا في ساعات الفجر الاولى من يوم امس وبعد ان هبطت طائرة نتنياهو في العاصمة الامريكية التي قصدها لحضور مؤتمر منظمات يهود امريكا الشمالية " الولايات المتحدة وكندا" .
لكن الموافقة المرغوبة لم تكن مجانية او لفتة حسن نوايا تجاه نتنياهو بل كانت مدفوعة الثمن، وما اعلانه العلني بقبول مبدأ الدولة الفلسطينية الا جانب من جوانب الثمن الذي طالبت به واشنطن لقاء الاجتماع بالرئيس وذلك وفقا لما اوردته صحيفة " وول ستريت جورنال " والتي اكدت طلبا امريكيا بضرورة الافراج عن اسرى فلسطينيين ينتمون لحركة فتح ضمن ثمن الاجتماع المذكور .
واضافت الصحيفة في عددها الصادر يوم امس ان تأخير الرد الامريكي على طلب مكتب نتنياهو الخاص بترتيب اجتماع مع الرئيس الامريكي كان مقصودا وهدف الى ممارسة ضغوط على رئيس وزراء اسرائيل فيما نقلت الصحيفة عن مصدر امريكي وصفته بالرسمي قوله بان ادارة اوباما ارادت من نتنياهو ان يعلن في خطابه امام مؤتمر يهود امريكا الشمالية تأييدا واضحا وجليا لفكرة حل "دولتين لشعبين " مضيفا موجها حديثه لنتنياهو " انت في وضع لا يسمح لك بتوقع اي شيئ دون ان تدفع مقابله .
وفعلا وامام اكثر من 3000 ممثل حضروا مؤتمر فدرالية يهود امريكا الشمالية الذي نظم في فندق الماريوت وبدعم من الملياردير الاسرائيلي الروسي الاصل ليونارد نيبيزلين اعلن نتنياهو دون مواربة موافقته وقبوله لفكرة حل الدولتين ودعا الى مفاوضات فورية وغير مشروطه واعدا بتقديم تنازلات كبيرة من اجل السلام حيث قال " لا اريد مفاوضات من اجل المفاوضات ولكن مفاوضات تحقق سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينين وانا ادعوا ابو مازن واقول له تعال نتحرك تعال نتقدم تعال لمفاوضات فورية دون شروط مسبقه وانا على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة من اجل السلام لكني لن اتنازل ابدا عن امن اسرائيل " .
واكدت وول ستريت جورنال ان الاقوال السابقة التي ادلى بها نتنياهو امام المؤتمر كانت شرطا امريكيا مسبقا وضعته الادارة الامريكية امام نتنياهو مقابل الموافقه على عقد اجتماع مع اوباباما .
واوضح الامريكيون خلال المحادثات التمهيدية مع الاطقم الاسرائيلية المعنية بترتيب اجتماع اوباما نتنياهو بانهم يتوقعون قيام اسرائيل بخطوات من شانها دعم وتعزيز موقف ابو مازن من بينها اطلاق سراح اسرى فلسطينيين ينتمون لحركة فتح ورفع مزيد من الحواجز لزيادة مستوى حرية حركة الفلسطينيين في الضفه الغربية ما يدل بشكل واضح على ان تهديدات ابو مازن بتقديم استقالته وعدم ترشحه للانتخابات القادمة قد بدات تأخذ مفاعيلها في اروقة الادارة الامريكية وبشكل خاص تأثيرها على الرئيس الامريكي باراك اوباما .
وقال احد مستشاري نتنياهو ردا على امكانية طرح قضية الاسرى الفلسطينيين خلال اجتماع نتنياهو باراك " اذا ما طرح الموضوع خلال الاجتماع سنتعامل معه بايجابية".
ورغم ان نتنياهو لم يتطرق في خطابه بكلمة واحدة لقضية تجميد البناء الاستيطاني سارع الناطق بلسان البيت الابيض الى الاعلان بان الادارة الامريكية لم تغيير موقفها من القضية .
ومن دلالات الغضب الامريكي على نتنياهو وعدم الاحترام الذي وجده لدى اركان الادارة فقد جرت العادة حين يلتقي الرئيس الامريكي بضيف خارجي ان يتحول الامر الى مادة اعلامية دسمة يتناولها الاعلام اضافة الى ترتيب استقبال رسمي للضيف بما في ذلك منح الصحفيين امكانية توجيه الاسئلة للرئيس الامريكي وضيفه والتقاط الصور التذكارية للزعيمين اثناء جلوسهما على كرسي خاص بهذه المناسبة واظهارهما وهما يتناولان اطراف الحديث وفي حال سمحت الاحوال الجوية يدعو اوباما ضيوفه الى حديقة الورود في البيت الابيض وذلك نوع من التكريم والحفاوة وهذا ما لم يحدث مطلقا مع نتنياهو الذي دعي للقاء قصير مع الرئيس الامريكي عقد في ساعات الليل البعيدة عن الاضواء الساطعه وحتى قبيل اصدار الموافقة الامريكية خلق البيت الابيض لدى وسائل الاعلام شعورا بان الحديث يدور عن لقاء مقرف ومثير للاشمئزاز لكن نتنياهو فضل عدم الشعور بالاهانة والتحقير وركض لحضور الاجتماع مع سيد البيت الابيض .
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله لطواقم العمل المرافقه له قبل الاجتماع بالرئيس الامريكي " اننا مستعدون للسير في الطريق الطويلة وسنكون كرماء حتى فيما يتعلق بلجم البناء في المستوطنات كلفته ضرورية لتحريك المفاوضات اضافة الى تقديم التنازلات من اجل الوصول الى اتفاق ولكننا لن نساوم على الترتيبات الامنية وهذا يعني منع دخول الاسلحة لاية منطقة تنسحب منها اسرائيل " .
واخيرا نقلت الصحيفة عن دوائر مقربة من نتنياهو قولها بان الاخير سيبلغ الرئيس اوباما بكلمات واضحه جدية نواياه وسيقول له " we mean business ".
الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 10:32 am
